أخطر 8 أخطاء تربوية يقع فيها الوالدان بعد الطلاق

بقرار قاضي الأسرة تنتهي العلاقة الزوجية بين رجل وامرأة. لكن علاقة الأبوة، إن كان لهما أبناء، لا أحد يملك إنهاءها مهما حاول وتوهم. 

فعلاقة الأبوة ليست مبنية على اتفاق يمكن مراجعته كما هو شأن الزواج وإن كانت نتيجة له، بل تتأسس على أسس متينة غير قابلة للتغيير، وأهمها الأساس البيولوجي الذي يجعل الابن بمثابة “شركة” بين الأبوين تستمر مهما انقطعت الصلة بينهما، سواء بطلاق أو بوفاة أحدهما أو هما معا.

وحقيقة ابن طليقين هي أنه ابن كل واحد منهما، وهذا البنوة، التي تقابلها من جهة الآباء علاقة الأبوة والأمومة، أو علاقة الوالدية، تترتب عنها على الآباء واجبات تجاه أبنائهم لا تسقط بالطلاق، وخاصة ما يتعلق بالتربية والرعاية.

والطلاق بصفته نهاية العلاقة الزوجية بين شخصين، قد يكون الحل الأمثل للعلاقة بين شخصين لم يعد ممكنا أن يعيشا معا، غير أنه يحدث هزات عنيفة وتغييرات كبيرة في مختلف جوانب حياة الأسر. 

ولعل أكثر الجوانب حساسية في موضوع الطلاق هو ما يتعلق بالأبناء، أي علاقة الوالدية، وخاصة رعاية الأطفال في أبعادها التربوية والنفسية، والتي تتطلب تعاونا وتنسيقا بين الوالدين المطلقين. وهي مهمة صعبة تقف دونها موانع كثيرة.

واختلالات تعاون الوالدين المطلقين، والأخطاء التي قد يرتكبانها في هذا الصدد تكون لها تداعيات على أبنائهم قد ترهن مستقبلهم وجودة حياتهم.  

التقرير التالي، الذي أعدته الجزيرة نت، يقف عند ثمانية أخطر أخطاء تربوية يرتكبها الوالدان المطلقان تجاه أبنائهم.

لا تقحم أبنائك

بعد الانفصال وغياب أحد الوالدين، يُحمّل بعض الآباء أبناءهم مسؤوليات الطرف الغائب؛ مثل: قول “الآن، أنت رجل البيت”، وهو ما قد يثقل كاهل الصغار بمهام الكبار.

كما يتوقع بعض الآباء أن يعتني أطفالهم باحتياجاتهم العاطفية، وحذر من ذلك اختصاصي العلاقات الأسرية والزوجية غاري نيومان، في تصريح لموقع “ويب ميد” قائلا، “لا تقع في فخ مشاركة تفاصيل الطلاق أو مشاعر الغضب تجاه زوجك السابق مع أطفالك، وإذا لزم الأمر ابحث عن مساعدة خارجية من معالج نفسي، حتى لا تلحق الضرر بهم”.

لا تمس بصورة الطرف الآخر

قد يصعب التحكم في مشاعر الغضب في بعض المواقف؛ مثل: أن يقول الطفل أمام أبيه، “أمي تسمح لي بمشاهدة التلفاز وقتا أطول”، ما قد يُشعر الأب بالاستياء من تصرف الأم، وينتقد قراراتها أمام الطفل، وهو ما قد يضر بعلاقة الطفل بوالديه على المدى الطويل.

والتصرف الأكثر فاعلية في مثل هذه المواقف، هو تذكير الطفل أن القواعد المتفق عليها ليست كذلك، أو أن لكل بيت قواعده التي يجب احترامها، ويمكن بعد ذلك مناقشة الطرف الآخر، والاتفاق على قواعد موحدة أو متقاربة.

لا تحاول احتكار حب طفلك

عدم وضع تربية الطفل أولوية عند كلا الأبوين بعد الانفصال، قد يجعل كل طرف مشغولا بنفسه، وينتج عن ذلك أن يتنافس كل طرف لنيل محبة ابنه، ويكون الوالد المفضل.

وعندما ينقل الطفل لوالديه ما يسمح به الطرف الآخر؛ يبدأ كل طرف في التنازل أكثر عن القواعد حتى يحبه ابنه أكثر، وفي خضم هذه المنافسة تتلاشى أهمية تربية الطفل وتعليمه القواعد اللازمة، ويميل لمن هو أكثر تساهلا معه.

لا تدمر علاقته بالطرف الثاني

المشاعر التي قد يحملها الوالدان المنفصلان تجاه بعضهما بعضًا ليست بالضرورة هي مشاعر الطفل تجاههما، وأحيانا تدفع المشاعر السلبية التي يحملها أحد الأبوين إلى تخريب علاقة الطفل بالطرف الآخر.

وبينما قد يشفي ذلك غضب أحد الوالدين، الذي يسعى لتخريب علاقة الطفل بالآخر، إلا أن ذلك يضر بمصلحة الطفل وصحته النفسية، كما أن له آثارا سلبية عميقة على المدى الطويل.

لا تعامل طفلك كضحية 

تأثر الطفل عند انفصال الزوجين قد يدفعهما إلى النظر إليه كونه ضحية الطلاق، وقد يخرقان القواعد ويتساهلان مع سلوكه السيئ المتكرر، ما قد يعزز عقلية الضحية لديه.

وبدلا من ذلك، يمكن للوالدين أن يتعلما كيفية مراعاة تغير مشاعر أطفالهما، وتعليمهم أنه لا بأس من الشعور بمشاعر سلبية، مع التأكيد أن المرور بالأوقات الصعبة ليست مسوغا للسلوك السيئ، كما توضح إيمي مورين، المعالجة النفسية والمتخصصة في سلوك الطفل، في مقالها بموقع “فيري ويل فاميلي”.

وإذا لاحظت بعض التغييرات السلوكية الخطيرة، أو تغيرات في الحالة المزاجية لطفلك واستمرارها لأكثر من بضعة أسابيع، فقد يحتاج طفلك إلى مساعدة من مختص نفسي.

لا تبالغ في تجميل سلوك الطفل

يحاول أحد الوالدين -أحيانا- تجميل سلوك الطفل والتحدث بشكل إيجابي فقط عما يفعله ابنه عندما يكون معه؛ مثل قول “إنه مهذب جدا عندما يكون معي. لا أعرف لماذا يتصرف في منزلك بشكل سلبي”.

وبينما قد يجعل ذلك أحد الوالدين يبدو أنه أفضل في التعامل مع طفله، لكن تجميل سلوك الطفل، والإصرار أنه مثالي، وإهمال سلوكه السلبي لن يفيد في تربيته التي تحتاج إلى تعاون الطرفين.

لا تستخدم ابنك جاسوسا على الآخر

استخدام الطفل للتجسس على أحد الوالدين ونقل أخباره، أو تكليفه لنقل الرسائل بين الوالدين، يحمل الطفل مشكلات البالغين التي لا يقدر على فهمها، ويضعه في مكان مروع بالنسبة له.

إذا كان أحد الوالدين يرغب في إيصال شيء ما إلى الطرف الآخر أو معرفة شيء عنه، فيجب أن يفعل ذلك بنفسه أو يختار شخصا بالغا من خارج الأسرة، ويتجنب تحميل الطفل مثل هذه المسؤولية والحِمل.

لا ترفض التعاون مع الآخر

عندما يأتي الطلاق بعد تصاعد الخلافات وتراكم المشكلات، قد يصبح كل طرف معبأ بمشاعر الإحباط والغضب التي قد تعميه عن النظر لمصلحة الأبناء، ويرفض التعاون مع الطرف الآخر لحل مشكلات الأطفال؛ مثل رفض التحدث للمعالج النفسي الخاص بالطفل، لأن أحد الطرفين هو من اختاره.

وحتى إذا لم يكن الوالدان على وفاق، فإن مصلحة الأبناء تتطلب تعاون الطرفين لحل المشكلات، والانفتاح للتعاون طالما كان هذا في مصلحة الأبناء.

لا تترد في إصلاح أخطائك

إذا وجدت أنك ارتكبت بعض هذه الأخطاء مع أطفالك، لا تزال هناك فرصة لإصلاح ذلك. ويوصي نيومان بالاعتذار للأطفال بمجرد إدراك الخطأ، وبذل كل الجهد لتغيير مثل هذه السلوكات.

ويمكنك الاتفاق مع طفلك على أن ينبهك عندما تبدأ في ارتكاب الخطأ، على سبيل المثال يمكنك الاتفاق معه أن يلفت انتباهك إذا بدأت في انتقاد زوجك السابق أمامه، وعندما ينبهك اشكره على تذكيرك، وتوقف عن ذلك.

المصدر: الجزيرة نت

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version