هدمت سلطات الاحتلال الإسرائيلية، اليوم الأربعاء، قرية العراقيب العربية الواقعة في منطقة النقب، للمرة 222 حسب عزيز الطوري، عضو “اللجنة المحلية للدفاع عن العراقيب”.
وهي المرة الثانية التي تهدم فيها سلطات الاحتلال الإسرائيلية القرية خلال شهر شتنبر الجاري، بعد هدمها البيوت المبنية من الخشب والبلاستيك والصفيح آخر مرة في 11 شتنبر 2023.
كانت سلطات الاحتلال قد هدمت القرية التي تضم نحو 22 عائلة أول مرة في شهر يوليوز 2010 ، وفي كل مرة كان يعيد الأهالي بناء القرية بعد هدمها.
قرية العراقيب، هي واحدة من أربعة وخمسين قرية فلسطينية بدوية في قضاء بئر السبع (النقب)، تعتبرها الحكومة الإسرائيلية “غير مرخّصة”، لكن سكانها يصرون على البقاء فيها رغم الهدم المتكرر، ويتراوح عددهم ما بين 300 و5,000، جميعهم محرومون من الخدمات العامة والبنى التحتية.
بين أواخر الستينيات وأوائل التسعينيات من القرن العشرين، وضعت إسرائيل مخططات لسبع بلدات ضمّت نصف السكان الفلسطينيين البدو في منطقة بئر السبع، وقد منحتها وضعاً قانونياً. أما النصف الثاني فما زال يعيش في القرى غير المُعترف بها.
وبعد سنة 2000، قرّرت الحكومة الإسرائيلية منح “الاعتراف”، الجزئي بمعظمه، لإحدى عشرة قرية لكن من دون أن تتمتع غالبيتها بأي تغيير إيجابي ملحوظ.
وتقع القرية “غير المعترف بها” على منطقة جبلية بين بئر السبع ورهط، وفيها خزاني مياه ومقبرة إسلامية يعود تاريخها إلى سنة 1914.
مع احتلال العراقيب سنة 1948، تم طرد معظم العائلات إلى منطقة الظاهرية (جنوب الضفة الغربية)، ولكن سُمح للبعض منهم بالعودة في سنة 1949.
في سنة 1951، أمرت الحكومة الإسرائيلية السكان بترك منازلهم لفترة ستة أشهر بحجة التدريب العسكري في المنطقة؛ ومن بعدها، لم يُسمح لهم بالعودة وتمت مصادرة معظم أراضيهم سنة 1954 بموجب قانون الاستحواذ على الأراضي لسنة 1953.
في سنة 1998، قررت خمسون عائلة بدوية، تقريباً، العودة إلى العراقيب للعيش على أراضيها وذلك حين أصبح من الواضح أن الصندوق القومي اليهودي يعتزم تشجير المنطقة.
دمّرت السلطات الإسرائيلية المحاصيل الزراعية في القرية بداية، ثم أقدمت عام 2010 على هدمها بالكامل؛ وكانت القرية تتكون قبل هدمها من 46 مبنى، منها 30 منزلًا، سكنها قرابة 300 شخص. وبحلول ماي 2023، كانت العراقيب قد شهدت 220 عملية هدم.