يستحوذ الوقت المخصص للحاجيات الفيسيولوجية والأنشطة الترفيهية الأشخاص المسنين في المغرب على أزيد من ثلثي اليوم، حسب نشرة للمندوبية السامية للتخطيط حول “استعمال الوقت اليومي عند الأشخاص المسنين”.
وأشارت المندوبية ضمن العدد 26 من نشرة “مختصرات المندوبية السامية للتخطيط” إلى أن الوقت الفيزيولوجي (النوم، الوجبات العناية الشخصية) يشغل ما يقرب من نصف يوم واحد لدى الأشخاص المسنين، أي بمتوسط 11 ساعة و8 دقائق في اليوم؛ ويرتفع هذا المتوسط مع التقدم في السن، منتقلا من 10 ساعات و46 دقيقة للأشخاص المتراوحة أعمارهم بين 60 و69 سنة إلى 11 ساعة و39 دقيقة لدى البالغين 70 سنة فما فوق.
وفيما يتعلق بالممارسات الدينية والتواصل الاجتماعي، فقد رصدت المندوبية أن كبار السن يخصصون لهما 7,8% و6,2% على التوالي من يومهم، أي بمتوسط ساعة و53 دقيقة وساعة و29 دقيقة في اليوم (مقابل 3,6% و 4,7% على التوالي بالنسبة للأشخاص في سن النشاط).
من جهة أخرى، يحتل الزمن المخصص للأنشطة المنزلية نسبة 8,8% من يوم واحد لدى الأشخاص المسنين مقارنة بـ 11% عند الأشخاص في سن النشاط، أي بمتوسط ساعتين و6 دقائق.
وأضافت النشرة أن بقية اليوم مخصصة بشكل رئيسي للأنشطة الترفيهية، حيث يقضي فيها كبار السن في المتوسط 5 ساعات و16 دقيقة يوميا، أي أقل بقليل من ربع وقتهم اليومي (%22).
أما العمل المهني فلا يشغل سوى نسبة 8.3% من اليوم الواحد لدى الأشخاص المسنين، وهي نسبة أقل من تلك التي يخصصها الأشخاص له في سن النشاط (%14,7)، ويبلغ هذا الوقت في المتوسط ساعتين، ويتفاوت بين ساعة و25 دقيقة في الوسط الحضري إلى ساعتين و52 دقيقة بالوسط القروي، ويرجع ذلك إلى أن الأشخاص المسنين في الوسط القروي نادرا ما يتقاعدون.
ونظرا لتوقف أنشطتهم المهنية، يمثل وقت الفراغ لدى الأشخاص الذين تتجاوز أعمارهم 70 سنة جزء مهم من يومهم مقارنة بأولئك الذين تتراوح أعمارهم بين 60 إلى 69 سنة، أي حوالي 5 ساعات و41 دقيقة مقابل 4 ساعات و57 دقيقة.
وسجلت النشرة أن النساء والرجال يشغلون وقتهم بطرق مختلفة، حيث تخصص النساء ما يقارب أربعة أضعاف الوقت في الأنشطة المنزلية وتخصص وقتاً أقل بثلاث مرات في الأنشطة المهنية مقارنة بالرجال.
وأكدت المندوبية أن أوجه عدم المساواة بين الرجل والمرأة في الأسرة وفي العمل، قائمة بين المسنين حتى لو كانوا ، بشكل عام، لا يشكلون جزءا من السكان النشطين ولا يتحملون المسؤوليات الأبوية، حيث تخصص النساء المسنات في المتوسط وقتا أطول بـ 3,7 مرات في الأنشطة المنزلية مقارنة بنظرائهن الرجال، و يحصل الرجال في المتوسط على وقت فراغ أكثر بساعة واحدة يوميًا من النساء.
وحسب ذات المصدر، يخصص الأشخاص المسنون وقت فراغهم بشكل رئيسي لمشاهدة التلفاز والراحة والقيلولة، وفي الأنشطة الترفيهية التي لها تأثيرات مختلفة بين السلبية والإيجابية. وعموما يتم قضاء أغلبية أوقات الفراغ (87%) في المنزل، وتحتل مشاهدة التلفاز مكانة بارزة بين هذه الأنشطة الترفيهية داخله، حيث يقضي المسنون في المتوسط ساعتين ودقيقتين يوميًا أمام شاشة التلفاز. وتأتي بعد ذلك أنشطة الراحة والقيلولة، ويؤدي التقدم في السن إلى زيادة الأنشطة السلبية.
ورصدت المندوبية أن باقي أوقات الفراغ يقضيها المسنون بشكل أساسي للأنشطة الترفيهية خارج المنزل، وتتكون من المشي والتنزه بمتوسط وقت يبلغ 30 دقيقة يوميًا، 53 دقيقة للرجال مقابل 8 دقائق فقط للنساء. أما ممارسة الرياضة فهي هامشية للغاية لدى كبار السن، حيث لا تكاد تتجاوز دقيقتين في اليوم.
وأكدت المندوبية أن المغرب يوشك على غرار عدة دول أخرى، على إنهاء انتقاله الديمغرافي الذي يتميز بالشيخوخة التدريجية لسكانه، حيث تستمر نسبة السكان البالغين 60 سنة فأكثر في الارتفاع، منتقلة من 9,4 في المائة سنة 2014 إلى 12,7 في المائة سنة 2023، ومن المتوقع أن تصل إلى 23,2 في المائة بحلول سنة 2050.