“بيداغوجية الثقافة الحسانية” في ملتقى علمي بالداخلة 

الملتقى العلمي الأول للبحث والتكوين في بيداغوجية الثقافة الحسانية

انطلقت، أمس الاثنين بالداخلة، أعمال الملتقى العلمي الأول للبحث والتكوين في “بيداغوجية الثقافة الحسانية”، الذي ينظمه فريق البحث والتكوين في تراث وثقافة الصحراء، المعتمد بالمركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب.
وينعقد هذا اللقاء، المنظم بتنسيق وتعاون مع الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب، وبشراكة مع كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، وبدعم من المجلس الجماعي للداخلة، في موضوع “الثقافة الحسانية في التربية والتكوين: المنجز والطموحات”، بمشاركة نخبة من الباحثين والأكاديميين المتخصصين.
وتندرج هذه التظاهرة العلمية، المنظمة على مدى ثلاثة أيام، في إطار المبادرات الأكاديمية الرامية إلى إبراز التراث الثقافي الحساني بكافة أنواعه وتمظهراته، وتسليط الضوء على مداخل إدماجه في المنظومة التربوية الجهوية، ودعم الجهود الهادفة إلى صيانة الهوية الثقافية الحسانية والحفاظ عليها.

وفي كلمة بالمناسبة، قال المنسق العام للملتقى، مدير المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، محمد أبيط، إن هذا اللقاء العلمي يندرج في إطار تكريس مفهوم الالتقائية، من خلال دعوة كل الفاعلين والمتدخلين في مجال الثقافة الحسانية إلى التفكير بشكل جماعي وبصوت مرتفع بخصوص كيفية تنزيلها في الجانب التعليمي التربوي، وكيفية استثمار التراث الثقافي الحساني وإدماجه في المقررات الدراسية.

وأكد على ضرورة العمل بخطى علمية ثابتة ورصينة، مع إعمال التفكير الجماعي الذي بإمكانه المساهمة في حل هذا الإشكال، مبرزا أن احتضان المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين لهذه التظاهرة العلمية يعكس الدور الذي يضطلع به كفضاء ملائم للتفكير في ما هو تربوي بيداغوجي، لاسيما وأن المركز ينتمي إلى جهة ذات مجال حساني صرف.

كما حث السيد أبيط الفاعلين في مجال الثقافة الحسانية على ضرورة الاستفادة من تجارب لغوية أخرى ناجحة في مجال الإدماج داخل المقررات الدراسية والزمن المدرسي، داعيا إلى اعتماد نفس المسار والتفكير لإيجاد حلول عملية في هذا المجال.

من جهته، أبرز الإطار التربوي والباحث في التراث الثقافي الحساني، لحبيب عيديد، أهمية تنظيم هذا الملتقى العلمي الذي يؤسس لتوجه جديد يروم إدماج الثقافة الحسانية ضمن المناهج والمقررات الدراسية، مذكرا في هذا الصدد بمبادرات مماثلة سابقة قام بها المجلس الوطني لحقوق الإنسان ووزارة التربية الوطنية، إضافة إلى فاعلين مؤسساتيين وجمعويين آخرين.

وأضاف أن المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين بالداخلة – وادي الذهب يعمل على إحياء هذه المبادرات ومنحها طابعا جديدا من خلال إشراكه لثلة من الباحثين، سواء في المجال التربوي أو الثقافية الحسانية، بهدف إرساء مقاربة جديدة تتسم بنوع من الالتقائية بين مختلف المبادرات التي تمت صياغتها في وقت سابق.

وأعرب السيد عيديد، بهذه المناسبة، عن أمله في أن يتم، خلال الموسم الدراسي المقبل، إدراج بعض مكونات الثقافة الحسانية ضمن المناهج والمقررات الدراسية بالمؤسسات التعليمية التابعة للجهات الجنوبية للمملكة.

من جانبه، تطرق الأستاذ الباحث ورئيس فريق البحث والتكوين في تراث وثقافة الصحراء، سمير مرزوك، إلى منجز إدماج الثقافة الحسانية في منظومة التربية والتكوين اعتمادا على مجموعة من المبادرات المؤسساتية والجمعوية والفردية، من أهمها المناهج الجهوية والمحلية التي أرساها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، والأيام الدراسية وإصدارات المجلس الوطني لحقوق الإنسان، وكذا من خلال فعلية الحقوق الأساسية للأقاليم الجنوبية، خاصة الحق في الثقافات.

كما تشمل هذه المبادرات، يضيف السيد مرزوك، تلك التي قامت بها مجموعة البحث والدراسات حول ساحل الصحراء، ومجزوءة تكميلية تعنى بالثقافة الحسانية في أبعادها وحمولاتها التربوية والقيمية، يتم الاشتغال عليها في المركز الجهوي لمهن التربية والتكوين، باعتبارها وحدة للتكوين في الثقافة الحسانية.

وأشار السيد مرزوك، أيضا، إلى ضرورة اعتماد منظومة “الكنوز البشرية الحية” والاستفادة منها واستثمارها، باعتبارها من الآليات الناجعة التي يمكن للسياق البيداغوجي أن ينهل من إمكاناتها ويوظفها في صون وتثمين الثقافة الحسانية والموروث الثقافي الحساني.

و م ع – بتصرف


أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version