غوتيريش يدعو من رفح المصرية إلى إنهاء كابوس الحرب في غزة 

غوتيس - معبر رفح

كرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش السبت من مصر على الحدود مع قطاع غزة، دعوته لوقف إطلاق النار وإنهاء “الكابوس” الذي يعيشه سكان غزة جراء الحرب المدمرة بين إسرائيل وحركة حماس، في حين تؤكد إسرائيل عزمها شن هجوم بري على رفح المكتظة بالنازحين رغم معارضة واشنطن.

وقال غوتيريش من رفح المصرية إن “الفلسطينيين من أطفال ونساء ورجال يعيشون كابوسا لا ينتهي” في ظروف كارثية. وأضاف “لا شيء يبرر الهجمات المروعة التي قامت بها حماس في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، ولا شيء يبرر العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني”.

وأضاف “الآن، وأكثر من أي وقت مضى، حان الوقت لوقف فوري لإطلاق النار لأسباب إنسانية”، موضحا أنه أتى “حاملا أصوات الغالبية العظمى من دول العالم التي سئمت ما يحدث… هدمت المنازل وقضت عائلات وأجيال بأكملها في ظل المجاعة التي تحيق بالسكان”.

وقال غوتيريش أيضا، “بهدي من شهر رمضان، شهر الرحمة، حان الوقت للإفراج فورا عن جميع الرهائن”.

وأثارت هذه التصريحات غضب وزير خارجية إسرائيل “إسرائيل كاتس” الذي قال إنه “في ظل قيادته (غوتيريش)، صارت الأمم المتحدة منظمة معادية للسامية ومعادية لإسرائيل تؤوي الإرهاب وتشجعه”.

عصرا، اتهمت حماس الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على حشد ينتظر المساعدات عند دوار الكويت جنوب شرق مدينة غزة وقتل 19 شخصا وإصابة 23 آخرين بجروح.

وقال مكتب حماس الإعلامي إن “جيش الاحتلال والدبابات فتحوا نيران أسلحتهم الرشاشة تجاه الجوعى الذين كانوا ينتظرون الطحين والمساعدات الغذائية في مكان بعيد لا ي شك ل خطورة عليه”.

ميدانيا، حصد القصف المدفعي والغارات مزيد ا من الأرواح في مختلف أنحاء القطاع المحاصر حيث يواصل جيش الاحتلال عملياته البرية والجوية، ما يدفع بمزيد من الغزيين للنزوح إلى الجنوب الذي لم يسلم من القصف.

وأعلنت وزارة الصحة مقتل 72 شخصا وإصابة 114 بجروح خلال 24 ساعة حتى صباح السبت، وأفاد الإعلام الحكومي أن الجيش شن خلال الفترة نفسها “أكثر من 45 غارة جوية دموية ترافقت مع قصف مدفعي مكثف، في مدينة غزة ومخيمات جباليا والشاطئ والنصيرات ورفح وخان يونس”.

وفي رفح، قالت الوزارة إن أربعة أطفال وجدتهم قتلوا وأصيب 14 بجروح بينهم أمهم ناهد عندما استهدف صاروخ منزل عائلة كوارع في حي السلام شمال المدينة.

وقال فوزي كوارع (58 عاما) لفرانس برس “قصفوا البيت الثانية فجرا، كل الدار مدمرة والنار اندلعت فيها. خرجنا نحن وأهل الحي نبحث تحت الركام عن الشهداء والأطفال. أخرجناهم ثم وصلت سيارات الاسعاف ونقلت المصابين للمستشفى الاوروبي”

وقال أحمد كوارع (44 عام ا) الذي يسكن في منزل مجاور “سمعنا صوت انفجار قوي. امتلأ المكان بالدخان والغبار فيما كانت الشظايا تتطاير مع الحجارة… يكذبون، لا يوجد هنا أي مقاومة، الاحتلال يريد تدمير كل شيء للانتقام والتشفي من المدنيين الغلابة”.

وأضاف تعليقا على رفض مشروع القرار الأميركي في مجلس الأمن “لو أخذ المجلس قرارا بوقف الحرب، لن تعيره إسرائيل أي اهتمام. إسرائيل صارت أكبر دولة ارهاب وإبادة وهي فوق القانون لأن أميركا تدعمها”.

وفي الشمال، طال القصف عدة أنحاء في غزة ولا سيما شمال غرب المدينة حيث قالت وزارة الصحة إن عشرة أشخاص قتلوا لدى استهداف منزل عائلة القوقا، وقتل أربعة آخرون لدى استهداف منزل عائلة عياد في مخيم الشاطئ.

وقالت تركية بربخ التي قتل القصف أفرادا من عائلتها في جنوب مدينة غزة وهي تبكي “تعبنا اكتفينا… اضربوا علينا قنبلة وأريحونا من هذه الحياة … لا يمكن لأي إنسان أن يتحمل ما يحدث لنا”.

من جانبه، أكد الجيش مواصلة عملياته لليوم السادس في مجمع الشفاء الطبي والأحياء المحيطة به غرب مدينة غزة.

وقالت حماس إن إلجيش “يقصف ويحرق عدة مبان في المجمع، ويحتجز نحو 240 مريضا ومرافقيهم ويعتقل عشرات الكوادر الطبية”.

واتهمت حماس الجيش بنسف عدد كبير من المباني بالمتفجرات في محيط المستشفى، في حي الرمال وبلدة بني سهيلة. ونقل عن شهود عيان أن “اشتباكات عنيفة تدور بين مقاتلين فلسطينيين والقوات الإسرائيلية” حول المستشفى.

وقال شهود لفرانس برس إن “الجيش يقتحم منازل في حي الرمال وحي تل الهوى ويحتجز الشباب فوق 16 عاما ويطلب من النساء والاطفال النزوح الى المواصي بخان يونس”.

وتحدث مراسل فرانس برس عن مشاهدة أعداد من النازحين يتجهون إلى وسط مدينة غزة، فيما شوهد العشرات يسيرون على الطريق الساحلي باتجاه المواصي جنوبا.

لكن شهود ا قالوا لفرانس برس إن عشرات الدبابات توغلت باكرا في منطقة المواصي شمال غرب خان يونس وفي المنطقة الغربية الجنوبية لمخيم دير البلح وإنها “تطلق النار والقذائف”، متحدثين عن سقوط قتلى وجرحى.

وأضافوا أن “قذائف سقطت بجانب مخيم للنازحين في المواصي” وأن دبابات تمركزت عند مفترق المطاحن بخان يونس وهو ما “اضط ر مئات النازحين للهروب نحو رفح مشيا على الأقدام”.

وقال محمود الاسطل (35 عاما) الذي يسكن في بلدة القرارة غرب خان يونس “سمعت صوت اطلاق نار خرجت من البيت وفوجئت بعدد كبير من الدبابات تتقدم نحو القرارة والمواصي … كانوا يطلقون النار وقذائف”.

وأضاف “كل الناس هربوا إلى المواصي ورفح، لا توجد منطقة آمنة … هذه مصيدة لقتل الناس وتهجيرهم”.

وقال شهود عيان إن “جرافات عسكرية تقوم بتجريف عدد من الخيام والمباني باطراف منطقة المواصي”.

وفي ظل الدمار شبه الشامل وانقطاع الماء والكهرباء والوقود، يعاني سكان القطاع البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، من مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد. وسجلت وزارة الصحة “إصابة أكثر من مليون فلسطيني بأمراض معدية بسبب الظروف الصحية والمعيشية القاسية”.

أحكمت إسرائيل بعيد اندلاع الحرب حصارها على قطاع غزة. وهي تتحكم بكل ما يدخل إليه ويخرج منه من أشخاص ومساعدات وبضائع.

وأبدى غوتيريش استياءه من اصطفاف شاحنات تحمل مساعدات في الجانب المصري من معبر رفح، بقوله “حان الوقت لأن تبدي إسرائيل التزاما صارما بإيصال كل مواد الإغاثة الإنسانية إلى جميع أنحاء غزة وبدون قيود”.

ويتكدس في رفح 1,5 مليون فلسطيني وهو ما يثير الخوف من العواقب الكارثية لهجوم بري تعد له إسرائيل، وتؤكد أنها ستمضي به بدون موافقة واشنطن.

بتصرف عن (أ ف ب)

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version