كشفت مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، أمس الجمعة بالرباط، في إطار مشاركتها في الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، عن مجسم لواحة مراكش أعده تلاميذ مدرسة أم الفضل الإيكولوجية بمراكش.
ويعكس هذا المجسم، الذي يشكل تقديمه إحدى اللحظات البارزة لمشاركة المؤسسة في المعرض الدولي للنشر والكتاب، القدرة الابداعية للشباب المشاركين في برامج المؤسسة، ويعد مثالا ملموسا على الأدوات البيداغوجية الموجهة لرفع مستوى الوعي البيئي، جاء نتيجة عمل دؤوب قام به 15 تلميذا بتأطير من أستاذين.
وعلى الرغم من أن المجسم ليس كتابا، إلا أنه مثال ملموس على الأساليب البيداغوجية المستخدمة للتحسيس بالبيئة. وتدعم مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة أهمية التربية البيئية النشطة وثراء البرامج المقدمة، من أجل تعزيز الوعي والالتزام بمستقبل مستدام.
وقالت مديرة مشروع الأدوات البيداغوجية بالمؤسسة، فايزة باهديس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن “هذا المشروع يمثل النظام البيئي الفعلي للنخيل ويسلط الضوء على هذا التراث الطبيعي المغربي”.
وإلى جانب التزام المؤسسة بالتوعية والتثقيف المرتكزين على التنمية المستدامة والبيئة، أكدت باهديس أن مشاركة المؤسسة في هذه النسخة من المعرض الدولي للنشر والكتاب تعد فرصة مواتية لتسليط الضوء على “المقاربة بين الأجيال” الخاصة بها من خلال برامجها ومبادراتها التي تواكب التعلم مدى الحياة.
وتابعت بالقول “اليوم، نستقبل تلاميذ مدرسة إيكولوجية، قدموا لاستكشاف الرواق وفهم هذه المقاربة بين الأجيال من خلال الأدوات البيداغوجية التي صممتها المؤسسة حول موضوع البيئة”، مؤكدة أن هؤلاء التلاميذ حاضرون أيضا لتقاسم المعارف وتبادل المهارات واكتساب “الممارسات البيئية الجيدة”.
من جانبهم، أبدى تلاميذ المدارس الإيكولوجية الحاضرون برواق المؤسسة سعادتهم باكتشاف مجسم واحة مراكش الذي أعده زملاؤهم، معربين عن شكرهم للمؤسسة التي أتاحت لهم فرصة المشاركة في برنامج المدرسة الإيكولوجية، وتعلم الكثير حول أهمية حماية البيئة.
ومنذ إطلاقها من قبل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة سنة 2006، بشراكة مع وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، تم تسجيل 4443 مدرسة في هذا البرنامج، مع انخراط أزيد من مليونين و958 ألف و850 تلميذا، و74 ألف و467 مدرسا مكونا.
ويهدف برنامج “المدارس الإيكولوجية” إلى جعل التلاميذ رافعة للتغيير من أجل التنمية المستدامة، من خلال تزويدهم بتعلمات عن البيئة بشكل ممتع وعملي وموجه نحو العمل ومنفتح على المجتمع.
وتتبع كل مدرسة إيكولوجية مسار تغيير مكون من سبع مراحل تتيح العمل من أجل البيئة. وتم اقتراح سبعة مواضيع تهم تدبير الماء، وتدبير الطاقة، وتدبير النفايات، وحماية التنوع البيولوجي، والتغذية الصحية، والتضامن والتغيرات المناخية. وتتم مكافأة تقدم المدارس الإيكولوجية باللواء الأخضر الذي يعترف بإكمال الدورة برمتها، والشهادات البرونزية أو الفضية نظير إتمام جزء منها.
ورغبة منها في تسليط الضوء على التزامها الملموس تجاه البيئة من خلال الأنشطة التعليمية والتفاعلية خلال المعرض الدولي للنشر والكتاب، تقدم مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة مجموعة من الأنشطة تشمل ورشات إعادة التدوير وعروضا توضيحية لكيفية استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية البيئة، إضافة إلى مسابقات تحفيزية.
ويتضمن برنامج المؤسسة أيضا تنظيم مجموعة من الورشات الاستكشافية في فضاء الطفل، ومسابقة في موضوعي “كيف نحمي محيطنا؟”، و”كيف نعيش في وئام مع الطبيعة؟”.
ويأتي المعرض الدولي للنشر والكتاب، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 19 ماي الجاري، ليؤكد أن المغرب بلد التلاقي والحوار والتبادل الثقافي، من خلال تقديم مجموعة واسعة من الأنشطة التي تجمع ثلة من المؤلفين والمفكرين والمبدعين المغاربة والأجانب.
وتعرف الدورة الـ 29 للمعرض الدولي للنشر والكتاب التي تنظمها وزارة الشباب والثقافة والتواصل، بشراكة مع ولاية جهة الرباط سلا القنطيرة، وجهة الرباط سلا القنيطرة وجماعة الرباط، مشاركة 743 عارضا يمثلون 48 بلدا.
بتصرف عن (ومع)