تراجعت الحجوزات من أوروبا إلى الولايات المتحدة للفترة من ماي إلى يوليوز 2025 بنسبة 10٪ مقارنة بالعام الماضي وفقا لتوقعات صادرة عن “Tourism Economics”( اقتصاديات السياحة ).
واعتبارا من شهر أبريل، انخفضت الحجوزات لشهر ماي بنسبة 9.5%، بينما تُظهر التوقعات انخفاضات إضافية بنسبة 10.8% في يونيو، و13% في يوليوز.
وعلى مدار العام، يُتوقع أن يتراجع عدد الوافدين الدوليين إلى الولايات المتحدة بنسبة 8.7% في عام 2025، مع خسارة تُقدّر بـ8.5 مليارات دولار من إنفاق الزوار الأجانب، بانخفاض 4.7 % عن العام الماضي.
ويرجع محللو القطاع هذا الانخفاض إلى مجموعة من العوامل، تشمل السياسات الجمركية الجديدة تجاه الحلفاء التقليديين، والحوادث الحدودية المثيرة للجدل، وتحديثات تحذيرية أصدرتها حكومات أوروبية تدعو مواطنيها إلى الحذر عند زيارة الولايات المتحدة، والتنبه إلى إجراءات دخول صارمة قد تؤدي إلى تأخيرات وتعقيدات إضافية.
وقد حدثت عدة دول أوروبية تحذيرات السفر الخاصة بها، داعية مواطنيها إلى تخصيص وقت إضافي عند الدخول إلى الولايات المتحدة، والاستعداد لاحتمال تغيّر الإجراءات الجمركية والأمنية. مما ساهم في تعزيز الانطباع العام بصعوبة السفر إلى الولايات المتحدة.
في ظل هذا المشهد، قامت شركات طيران كبرى، من بينها “لوفتهانزا” و”بريتيش إيرويز” و”إير فرانس” و”KLM” و”إيبيريا” و”SAS”، بإجراء تعديلات على جداولها الصيفية للعام 2025، في استجابة مباشرة لأولويات المسافرين المتغيرة.
وتعزى هذه الخطوة إلى انخفاض ملحوظ في الحجوزات، وتزايد قلق المسافرين الأوروبيين إزاء إجراءات الدخول، إلى جانب انزعاج سياسي متصاعد على خلفية ولاية الرئيس دونالد ترامب الثانية.
وتشير الوكالات السياحية في فرانكفورت وميونيخ إلى تراجع ملحوظ في الاهتمام بالمدن الأمريكية، في مقابل ارتفاع الإقبال على وجهات بديلة مثل جنوب أوروبا وشمال إفريقيا وجنوب شرق آسيا.
وفقا لأحدث تحليل صادر عن المجلس العالمي للسفر والسياحة (WTTC) ، بالشراكة مع أكسفورد إيكونوميكس من المتوقع أن تشهد الولايات المتحدة انكماشا في إيرادات السياحة في عام 2025.
تظهر البيانات أن صناعة السياحة في الولايات المتحدة تستعد لخسارة ما يقرب من 12 مليار ونصف مليار دولار من الإيرادات هذا العام وحده. من المتوقع أن ينخفض الإنفاق السياحي إلى أقل من 169 مليار دولار بحلول نهاية عام 2025. يمثل هذا انخفاضا حادا بنسبة 7 في المائة مقارنة بعام 2024، وانخفاضا بنسبة 22 في المائة عن ذروة عام 2019.
ويدعم قطاع السياحة الأمريكي ما يقدر ب 20مليون وظيفة في جميع أنحاء البلاد، ويشمل مناصب من موظفي الفنادق وعمال المطاعم إلى منظمي الرحلات السياحية ومقدمي خدمات النقل. بالإضافة إلى ذلك، تساهم السياحة بما يقرب من 585مليار دولار سنويا في الإيرادات الضريبية للحكومات الفيدرالية وحكومات الولايات والحكومات المحلية ، وهو ما يمثل ما يقرب من 7في المائة من إجمالي تحصيلات الضرائب.
المصدر : وكالات
