عزيزة الزعلي
قدم الأمين العام للحكومة سابقا إدريس الضحاك، أمس الثلاثاء، خزانته العلمية هِبةً للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية بالرباط، والتي تعززت في الآونة الأخيرة بمجموعات مهمة من المؤلفات في مختلف المجالات.
وقد يوصي مثقفون وهم على قيد الحياة أبناءهم بالتبرع أو إهداء مكتباتهم، ومنهم من يهدي مكتبته في حياته حتى يضمن لها العناية وتعميم الانتفاع منها دائما.
واستقبلت المكتبة التي كانت تحمل اسم “الخزانة العامة”، منذ تأسيسها عام 1926 أزيد من خمسين مكتبة خاصة لشخصيات معروفة من مختلف المجالات السياسية والثقافية والعلمية، سواء من هم على قيد الحياة أو من رحلوا عنها.
وقد عززت هذه الثروة المعرفية والثقافية الكبيرة، موقع المكتبة الوطنية كمركز لحفظ التراث المكتوب ونشره، و قد ضمت في السنوات الأخيرة ما مجموعه 235 ألفا وأربعمئة كتاب ومجلد ودراسات ومجلات في كل الميادين المتاحة، إضافة إلى مقتنيات خاصة ولوحات وصور عائلية وشهادات وتحف فنية.
ويعتبر إهداء ووهب الكتب والخزانات الشخصية للأدباء والمفكرين، شكلا آخر للمحافظة عليها وإتاحتها للمستفيدين منها بشكل أوسع.
وتلقت المكتبة من عائلات مثقفين مغاربة راحلين مكتباتهم، وهي محفوظة في جناح خاص من خلال مجموعات بأسمائهم، حيث يسمح لأبناء وحفدة هذه الشخصيات بزيارتها والاطلاع عليها.
وترجع المبادرة إلى ورثتهم، فمنهم من يفضل الاحتفاظ بإرث ذويهم المعرفي، وهناك من يسلمه لمكتبات عامة لدواع وأسباب مختلفة.
وتمثل هذه المكتبات الخاصة قيمة علمية ومعرفية؛ يتعين إنقاذها من البيع أو الإهمال أو أي عوارض أخرى تنتهى بها إلى مكان غير الذي يجب أن تكون فيه.
ويعتبر الحفاظ على هذا الإرث الثقافي عبر تجسير العلاقة بين المكتبات العامة والخاصة، ارتقاء بالمؤسسات الثقافية البلاد، ومساهمة في جمع التراث المغربي، ووضعه رهن إشارة القراء والباحثين.
ويرى متابعون في بقاء مكتبات رواد الفكر والثقافة محصورة في منازلهم دون وجود أبناء لهم علاقة بالفكر أو الثقافة، عملا لا يضمن استمرار الاستفادة من ثراء محتواها وتنوعه.