ندوة علمية بمراكش تناقش سؤال القيم والمناقب الأصيلة في واقع المنظومة التعليمية والأسرية

شكل “سؤال القيم والمناقب الأصيلة والتربية عليها في واقع المنظومة التعليمية والإدارية والأسرية بالمجتمع المغربي” محور الندوة العلمية الوطنية لمؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش في دورتها الخامسة، التي احتضنها أمس الخميس متحف محمد السادس لحضارة الماء بالمدينة الحمراء.

وتوخت هذه الندوة العلمية، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وجامعة القاضي عياض بمراكش، والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين مراكش آسفي، رصد مختلف السياقات التي تحيط بمكون القيم والمناقب الأصيلة بالمجتمع المغربي كدعامة أساسية تؤطر سلوك الأفراد داخل مختلف المؤسسات الاجتماعية خصوصا التعليمية والإدارية والأسرية.

وفي هذا الصدد، أبرز وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، أن هذه الندوة التي يواكب موضوعها الجهد التنموي الذي يرعاه الملك محمد السادس، تشكل مناسبة لتجديد اللقاء الإنساني والفكري، مؤكدا على دعم الوزارة لكافة المبادرات الرامية إلى تبويء الثقافة المكانة اللائقة بها في مجتمع ينشد التميز والرقي.

وأشار الوزير، في كلمة تلتها بالنيابة عنه الكاتبة العامة لقطاع الثقافة، سميرة المليزي، إلى أن هذا اللقاء يكتسي أهمية بالغة باعتباره سؤالا شائكا يطرح تفاعلات دقيقة ومعقدة بين الذات والموضوع، مبرزا أن القيم منظومة متكاملة بطيئة البناء وسريعة الانهيار، وأن المجتمع المغربي بهويته الغنية وعمقه الحضاري لا يعاني من شح قيمي بل بالعكس كان ولايزال منبعا لا ينضب من القيم.

وتابع “إننا اليوم في مرحلة مأهولة بفرص النجاح، ذلك أن صاحب الجلالة الملك محمد السادس جعل موضوع القيم ثابتا في كل التوجيهات السامية التي يقود بها المسيرة التنموية الوطنية، ومن تجسيد القيم في حياة المواطن مقياسا لنجاح المشاريع والمخططات”.

من جهته، أكد مولاي سلامة العلوي، رئيس مؤسسة مولاي علي الشريف دفين مراكش، على “الحاجة الملحة لقيم ومثل عليا حقيقية وغير متغيرة نرسي عليها قواعد حياتنا العامة في ظل تحديات العولمة التي تسير نحو طمس الهويات وتنميط العالم بناء على نظرتها للكون والحياة”، مما يثير إمكانية الانفتاح الآمن للفرد على الثقافات العالمية المتعددة، بالشكل الذي يحافظ على القيم والمبادئ والهوية.

من جانبه، أكد مدير مركز الحوار الحضاري والثقافي لمنظمة العالم الإسلامي للتربية والعلوم والثقافة (إيسيسكو)، خالد فتح الرحمن، على ضرورة إعلاء قيمة الأسرة كنواة أساسية لتشكيل شخصية وقيم الأفراد. وأشار إلى أن المملكة المغربية أولت، عبر عقود، أهمية خاصة لمنظومة القيم التي تعتبر سر تفرد ونبوغ وحيوية الشعب المغربي، وهو ما تجسده خطب الملك محمد السادس، التي ما فتئت تحث على أهمية القيم وضرورة صيانتها.

من جهة أخرى، أكدت باقي المداخلات على أهمية القيم وضرورة دراستها دراسة علمية وأكاديمية رصينة لفهم طبيعتها وتطورها وتحديد آليات التربية عليها في مختلف المجالات بدءا من الأسرة مرورا بالمدرسة والجامعة وصولا إلى الإدارة.

كما تم التأكيد، بهذه المناسبة، على انخراط جامعة القاضي عياض في النقاش الأكاديمي حول سؤال القيم، وإيمانها بأهميتها في بناء مجتمع متماسك متقدم قادر على مواجهة التحديات المعاصرة ومسايرة التحولات المجتمعية المتسارعة، وذلك بإدراج وحدات عرضانية في جميع تكويناتها، تهتم بترسيخ قيم المواطنة الإيجابية والفعالة لدى الطلبة، وروح التسامح وتعزيز الانتماء للوطن والانفتاح على المبادئ الإنسانية الكونية.

وتناولت الندوة، التي تميزت بحضور والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، فريد شوراق، مواضيع تتعلق بـ”منظومة القيم والمناقب الأصيلة للمجتمع المغربي وأثرها في تحقيق تماسكه وتعزيز هويته الأصيلة”، و”سؤال القيم الأصيلة في المنظومة الإدارية للمغاربة ومدى تفعيلها الجدي”، و”دور الأسرة والمدرسة في التربية على القيم والمناقب الأصيلة”.

عن (ومع) بتصرف

أضف تعليقك

Leave A Reply

Exit mobile version