يتعرض محيط مجمع الشفاء الطبي في مدينة غزة لعمليات قصف وإطلاق نار منذ فجر الإثنين، وفق ما أفاد شهود ومصادر فلسطينية، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مواصلة عمليته في أكبر مستشفيات القطاع.
وهي المرة الثانية منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة في الثامن من أكتوبر، ينفذ جيش الاحتلال عملية في هذا المستشفى. وسبق أن اتهم حماس باستخدام المنشآت الطبية غطاء لعملياتها، وهو ما تنفيه الحركة الفلسطينية.
وكعادته أعلن جيش الاحتلال صباح اليوم الإثنين أنه يواصل مع جهاز الأمن (الشاباك) “تنفيذ عمليات دقيقة” في مواجهة مقاتلي حماس بعد أن رصد “خلال الساعات القليلة الماضية إطلاق نار” من عدد من مباني المستشفى. وتحدث عن اشتباكات وعن إيقاع “عدة إصابات”.
وتحدثت وزارة الصحة في القطاع عن “نشوب حريق على بوابة مجمع الشفاء… وحالات اختناق بين النساء والأطفال النازحين بالمستشفى”، مؤكدة “سقوط عدد من الشهداء والجرحى مع عدم القدرة على إنقاذ احد من المصابين بسبب كثافة النيران واستهداف كل من يقترب من النوافذ في جريمة أخرى ضد المؤسسات الصحية”.
وأفاد شهود في المدينة وكالة فرانس برس أن “المجمع يتعرض لقصف جوي ومدفعي”.
وقال سكان في حي الرمال حيث يقع مجمع الشفاء إن “أكثر من 45 دبابة وناقلة جند مدرعة تحاصر المجمع وأن دبابات دخلت من بوابتي المجمع الشمالية والجنوبية، وتحدث البعض عن “معارك” في محيطه. فيما تطلق مسيرة النار في الشوارع المحيطة به.
وذكر شهود عيان في مدينة غزة أنهم رأوا دبابات تحاصر موقع المستشفى.
ودان المكتب الإعلامي التابع لحكومة حماس في غزة العملية، قائلا إن “اقتحام مجمع الشفاء الطبي بالدبابات والطائرات المسيرة والأسلحة، وإطلاق النار في داخله، هو جريمة حرب”.
وقال إن المستشفى يتعرض “للقصف”، مشيرا إلى أن “عشرات آلاف النازحين” موجودون في أنحاء المجمع الطبي.
ونفت الفصائل الفلسطينية استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية.
وقالت في بيان “نؤكد كذب روايات الاحتلال وادعاءاته الباطلة فالمشافي مؤسسات صحية مدنية لم تمارس منها أي أنشطة تتعارض مع وظيفتها ومهامها المحددة وفق القانون الدولي والإنساني”.
واعتبرت أن “استهداف المشافي هو استكمال لحرب الإبادة التي يشنها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني”، وهدفه “عدم توفير أي فرصة لنجاة الجرحى والمرضى وعلاجهم”.
وقالت حركة حماس إن ما يجري “جريمة جديدة يرتكبها جيش الاحتلال الصهيوني المجرم”، وقالت إن “فشل المجتمع الدولي والأمم المتحدة في اتخاذ إجراءات ضد جيش الاحتلال كان بمثابة الضوء الأخضر للاستمرار في حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يقترفها ضد شعبنا، والتي أحد أركانها تدمير المنشآت الطبية”.
وطالبت اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية وغيرها من المؤسسات الأممية “بضرورة الوقوف عند مسؤولياتهم لحماية ما تبقى من منشآت طبية في القطاع، وتوثيق جرائم الصهاينة النازيين ضد القطاع الطبي، المحمي بموجب اتفاقيات جنيف والقانون الدولي الإنساني”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد دخل هذا المستشفى في 15 نوفمبر المنصرم، وبات المرفق يعمل حاليا بالحد الأدنى وبأقل عدد من الموظفين.
ومنذ بداية عدوانه على غزة، شن جيش الاحتلال عمليات في مستشفيات عدة في القطاع الفلسطيني.
وتقول الأمم المتحدة إن أقل من ثلث المستشفيات في قطاع غزة يعمل حاليا، وبشكل جزئي فقط، وأن 155 منشأة صحية في قطاع غزة تضررت منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر.
وبعد مرور أكثر من خمسة أشهر على بدء العدوان الاسرائيلي، تستمر حصيلة الضحايا في الارتفاع في القطاع الفلسطيني المهدد بالمجاعة لتصل إلى 31726 قتيلا و73792 جريحا منذ بدء العدوان.
ولجأ معظم النازحين بسبب الحرب، ويبلغ عددهم 1,7 مليون نسمة بحسب الأمم المتحدة، إلى مدينة رفح الواقعة على الحدود المصرية المغلقة والتي تتعرض لقصف إسرائيلي يومي.
وأك د رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو الأحد مجددا تصميمه على اجتياح رفح التي يعتبرها آخر “معاقل” حماس.
بتصرف عن (أ ف ب)